اسرار الحرب الامريكية الاسرائيلية الخفية في اسواق السلاح ال

زائر

التحليل الاسبوعي - اسرار الحرب الامريكية الاسرائيلية الخفية في اسواق السلاح العالمية - غازي السعدي
عملية السلام بين اسرائيل والعالم العربي، والتي تحركت بعد مؤتمر مدريد عام 1991، واتفاق اوسلو عام 1992 ومعاهدة السلام الاسرائيلية ــ الاردنية عام 1994 والمفاوضات السورية ــ الاسرائيلية واقامة اسرائيل وعدد من الدول العربية مكاتب دبلوماسية متبادلة كل ذلك وغيره ادي الي خروج اسرائيل من عزلتها الدولية، واعادت عشرات الدول علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل كما اقيمت علاقات دبلوماسية جديدة بين اسرائيل وعدد من الدول، مما ادي الي فتح آفاق التحالفات الاستراتيجية الاسرائيلية مع عدد من دول العالم والي توسيع حجم الصادرات الاسرائيلية خاصة الصناعات العسكرية لجميع دول العالم تقريبا الامر الذي ادي الي انزعاج امريكي بشكل خاص اضافة الي بعض الدول الأوروبية المصدرة للسلاح، من منافسة اسرائيل لها في الاسواق العالمية، وجاء رد الفعل الامريكي سريعا كذلك بعض الدول الاوروبية للحد من التغلغل الاسرائيلي في اسواق السلاح العالمي.
اسرائيل اخذت تشعر بالضغوطات الامريكية في هذا المجال، وحاولت انقاذ صناعاتها العسكرية من الانهيار وما سيسفر عن ذلك من انضمام عشرات آلاف العاملين في هذه الصناعة الي جمهور العاطلين عن العمل، وتأثر الاقتصاد الاسرائيلي بانخفاض تصدير السلاح التي تشكل صناعته العمود الفقري في الصناعات الاسرائيلية فالولايات المتحدة التي كانت تتهم اسرائيل ببيع التكنولوجيا العسكرية الامريكية لدول العالم بصوت خافت، نجد ان هذا الصوت ارتفع وأخذ شكلا جديدا ليشكل ضغطا علي اسرائيل، كما ان الولايات المتحدة اخذت تتهم اسرائيل ببيع اسلحة مصنعة بتقنيات امريكية لدول غير مرغوب فيها، مما ادي الي تشكيل لجنة امريكية ــ اسرائيلية للتباحث في هذه القضايا من اجل التوصل الي اتفاقية بينهما للرقابة علي صادرات السلاح الاسرائيلي للخارج حيث تطالب الولايات المتحدة اسرائيل بأخذ الاذن قبل توقيعها علي اي اتفاقية لبيع السلاح لسبع وعشرين دولة من دول العالم منها: الهند، الصين، الباكستان، روسيا، وهي الدول التي تعتبرها امريكا مثيرة للقلق علي الرغم من النفي الاسرائيلي عن بيع تكنولوجيا امريكية.
والحقيقة ان الاجراءات الامريكية تأتي لحماية صناعاتها العسكرية من الكساد، ومنافسة اسرائيل التلميذة لمعلميها الامريكان خاصة بعد هجرة ما يزيد عن مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي سابقا الي اسرائيل بينهم مهندسون وخبراء كانوا يعملون في الصناعات العسكرية لبلدهم السابق يمتلكون الخبرة الكاملة في هذا المجال.
رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك طار الي تركيا في نهاية الشهر الماضي بصورة مفاجئة سعيا لتسويق منتجاته العسكرية لتركيا التي تتنافس علي اسواقها مجموعة من الدول الصناعية هذه الصفقات التي تقدر بمليارات الدولارات. بعد ان ذاقت اسرائيل خلال الاسابيع الاخيرة مرارة المنافسة والضغوطات اذ فضلت تركيا شركة فرنسية علي الشركات الاسرائيلية لشراء قمر صناعي تجسسي كما ان تركيا فضلت شركة بل الامريكية في تحسين طائراتها العامودية علي الشركات الاسرائيلية.
لقد ادي نجاح الولايات المتحدة في إلغاء صفقة طائرة التجسس الاسرائيلية فالكون الي الصين لمزيد من الضغوطات الامريكية لاحباط صفقات اسرائيلية أخري لبلدان مختلفة الامر الذي ادي الي تخوف وهستيريا في اوساط المسؤولين عن الصناعات العسكرية الاسرائيلية ومدي تأثير الغاء هذه الصفقات علي هذه الصناعة ومستقبلها.
الولايات المتحدة تمارس ضغوطا علي تركيا لتزويد سلاحها الجوي بطائرات تجسس امريكية من نوع اواكس بدلا من طائرة التجسس الاسرائيلية من نوع فالكون وتقدر قيمة هذه الصفقة بما يزيد عن مليار دولار كما طلبت الولايات المتحدة من اسرائيل الغاء صفقة وقعتها مع الهند لتزويدها برادارات مصنعة بتكنولوجيا امريكية وتقدر قيمة هذه الصفة بمائتي مليون دولار، كما أبلغت الولايات المتحدة اسرائيل معارضتها لبيع الهند طائرة التجسس الاسرائيلية من نوع (فالكون) التي كانت معدة للصين والغيت الصفقة نتيجة الضغوطات الامريكية اما العنوان والمبرر الامريكي في ضغطها علي اسرائيل فهو ان ذلك قد يؤدي الي عدم الاستقرار في منطقة جنوب آسيا، ويخل بميزان القوي بين الهند وباكستان وتشكل الضغوطات الامريكية علي اسرائيل لاحباط هذه الصفقات معوقات وتأخير توقيع اتفاقية الرقابة علي بيع السلاح الاسرائيلي بين امريكا واسرائيل، الذي سيحد من منافسة اسرائيل لامريكا في الاسواق العالمية.
قبل فترة قصيرة حصلت الصناعة العسكرية الاسرائيلية علي عطاء تركي قيمته 5،2 مليار دولار لتحسين الف دبابة تركية من نوع (بتون) لكن الاتراك الغوا العطاء واعلنوا انهم سينشرون عطاء جديدا تعتقد اسرائيل ان هذا الالغاء جاء بضغوط امريكية كما ان امريكا تحاول الغاء صفقة تركية لشراء طائرات عامودية روسية من نوع (كاموب 50) قامت الصناعات الجوية الاسرائيلية بتحسينها وتعرضها للبيع واثمرت ماكنة الضغط الامريكية علي تركيا هذه المرة ايضا فواشنطن تريد بيع انقرة طائرات عامودية من نوع (كينغ كوبرا)، كما يمارس الامريكيون ضغوطا علي هولندا لتزويد جيشها بصواريخ مضادة للدبابات من طراز (جبلين) الامريكية بقيمة (003) مليون دولار، بدلا من صواريخ غيل الاسرائيلية كذلك هناك ضغوط امريكية علي دول اوروبا الشرقية لبيعها طائرات من نوع (اف ــ 16) مستخدمة بدلا من قيام الصناعات الإسرائيلية بتحسين طائرات هذه الدول من نوع (ميغ 21) الروسية قديمة الصنع.
من جهة اخري، فان هناك حرباً خفية بين امريكا واسرائيل حول بيع الهند اسلحة من انواع مختلفة تم التوقيع عليها مؤخرا مثل منظومات سلاح حديثة ومساعدة اسرائيل للهند في برنامجها النووي والصاروخي فوزير الداخلية الهندي الذي يعتبر الرجل القوي في نيودلهي قام بزيارة لاسرائيل في شهر حزيران (يونيو) الماضي اطلع خلالها علي الصناعات العسكرية الاسرائيلية واساليب ما يسمي بمكافحة الارهاب، وعلي تقنيات ادارة الحدود، واجتمع مع قادة الموساد والاجهزة الامنية وشاهد تطبيقات عملية للجيش الاسرائيلي واجتمع مع رئيس الوزراء باراك ولم يخف الضيف الهندي التعاون النووي بين بلاده واسرائيل اذ قال صراحة: اؤيد التعاون مع اسرائيل في كافة المجالات، ومن ضمنها المجال النووي (هآرتس 16 ــ 6 ــ 2000) كما قام بزيارة لمفاعل ديمونة النووي، لكن قمة وقاحته كانت عندما اعلن ان القاسم المشترك بين بلاده واسرائيل: الخوف من التعصب الاسلامي .
ان التعاون العسكري الاسرائيلي ــ الهندي بدأ في شهر آذار (مارس) من عام 1992 ولذلك فان بيان الجامعة العربية الذي وجه الانتقادات للهند مؤخرا كان متأخرا جدا ولم تنف الهند التي رفضت بيان الجامعة العربية تعاونها النووي مع اسرائيل لكنها ادعت بان علاقاتها مع اسرائيل لن تكون علي حساب العرب، والحقيقة ان الهند انحرفت عن علاقاتها التقليدية مع العرب وتوجهت نحو اسرائيل بعد سقوط حزب المؤتمر الهندي حزب الزعيم الراحل نهرو، ووصول المعارضة الي الحكم.
وخلاصة القول، ان الولايات المتحدة التي خلقت اسرائيل وترعاها وتدعمها وتعمل علي تفوقها العسكري مقابل الدول العربية قاطبة لا تسمح لاسرائيل بمنافستها في مجال التصدير العسكري والاقتصادي لما في ذلك من تأثير سياسي واستقطاب كما ان الولايات المتحدة منعت اسرائيل من فتح قنوات مع كل من كوريا الشمالية وغيرها من هنا نجد التناقض في المصالح حتي بين الاب وابنه الذي يجب ان يستثمر لصالح الامة العربية مع انه وللاسف فان امتنا غائبة ومشغولة بمشاكلها الداخلية وكأن ما يدور في هذا العالم لا يعنيها وتركت لإسرائيل مجال التغلغل من أبوابه الواسعة.

اهنئكي شكرا اختي موضوع جيد جدا

شكرا اختي مضيكي كلها مفيدة و هادفة شكرا كتير بس يا ريت تشرفينة كعضوة و ليس زائرة